أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ
قال علی علیه السلام یَا مَالِکُ، بَخَسَ مُرُوءَتَهُ مَنْ ضَعُفَ یَقینُهُ . وَ أَزْرى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ. وَ أَفْسَدَ دینَهُ مَنْ تَعَرَّى عَنِ الْوَرَعِ. وَ رَضِیَ بِالذُّلِّ مَنْ کَشَفَ عَنْ ضُرِّهِ. وَ هَانَتْ عَلَیْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَطْلَعَ عَلى سِرِّهِ. وَ أَهْلَکَهَا مَنْ أَمَّرَ عَلَیْهَا لِسَانَهُ.
(ازرى بنفسه) اى حقرها
(الطمع) توقّع ما لا یستحقّ أو ما لیس بحقّ، فقد یکون مباحا کطمع الجائزة من الأمراء و الهبة من الأغنیاء
و عن السجاد علیه السلام: رأیت الخیر کلّه قد اجتمع فی قطع الطمع عمّا فی أیدی النّاس
و قال علیه السلام: الطمع رق مؤبد.
و قال علیه السلام: الطامع فی وثاق الذل. طمعکار ، در بندِ خوارى است
و قال علیه السلام: أکثر مصارع العقول تحت بروق المطامع.
فی الحدیث المرفوع : عن رسول الله صلى الله علیه و آله : إنَّ الصَّفا الزَّلاّلَ الّذی لا تَثبُتُ عَلَیهِ أقدامُ العُلَماءِ الطَّمَعُ .
ذلت هانی:
الحکایة الأولى- وفد أهل الکوفة على معاویة- حین خطب لابنه یزید بالعهد بعده- و فی أهل الکوفة هانئ بن عروة المرادی- و کان سیدا فی قومه- فقال یوما فی مسجد دمشق و الناس حوله- العجب لمعاویة یرید أن یقسرنا على بیعة یزید- و حاله حاله و ما ذاک و الله بکائن-
و کان فی القوم غلام من قریش جالسا- فتحمل الکلمة إلى معاویة-
فقال معاویة أنت سمعت هانئا یقولها قال نعم- قال فاخرج فأت حلقته فإذا خف الناس عنه فقل له- أیها الشیخ قد وصلت کلمتک إلى معاویة- و لست فی زمن أبی بکر و عمر- و لا أحب أن تتکلم بهذا الکلام فإنهم بنو أمیة- و قد عرفت جرأتهم و إقدامهم- و لم یدعنی إلى هذا القول لک- إلا النصیحة و الإشفاق علیک- فانظر ما یقول فأتنی به- . فأقبل الفتى إلى مجلس هانئ- فلما خف من عنده دنا منه فقص علیه الکلام- و أخرجه مخرج النصیحة له- فقال هانئ و الله یا ابن أخی ما بلغت نصیحتک کل ما أسمع- و إن هذا الکلام لکلام معاویة أعرفه- فقال الفتى و ما أنا و معاویة و الله ما یعرفنی- قال فلا علیک إذا لقیته فقل له یقول لک هانئ- و الله ما إلى ذلک من سبیل انهض یا ابن أخی راشدا- . فقام الفتى فدخل على معاویة فأعلمه- فقال نستعین بالله علیه- . ثم قال معاویة بعد أیام للوفد ارفعوا حوائجکم- و هانئ فیهم فعرض علیه کتابه فیه ذکر حوائجه- فقال یا هانئ ما أراک صنعت شیئا زد- فقام هانئ فلم یدع حاجة عرضت له إلا و ذکرها- ثم عرض علیه الکتاب- فقال أراک قصرت فیما طلبت زد- فقام هانئ فلم یدع حاجة لقومه و لا لأهل مصره- إلا ذکرها- ثم عرض علیه الکتاب- فقال ما صنعت شیئا زد- فقال یا أمیر المؤمنین حاجة بقیت قال ما هی- قال أن أتولى أخذ البیعة- لیزید ابن أمیر المؤمنین بالعراق- قال افعل فما زلت لمثل ذلک أهلا- فلما قدم هانئ العراق- قام بأمر البیعة لیزید بمعونة من المغیرة بن شعبة- و هو الوالی بالعراق یومئذ- . (شرح‌نهج‌البلاغة- ابن‌أبی‌الحدید، ج 18 ، صفحه‌ى 408)
عوامل ذلت
وَ قَالَ علی علیه السلام : أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ- وَ رَضِیَ بِالذُّلِّ مَنْ کَشَفَ عَنْ ضُرِّهِ- وَ هَانَتْ عَلَیْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَیْهَا لِسَانَهُ
داستان
و استعمل معاویة عاملا من کلب فخطب یوما- فذکر المجوس فقال لعنهم الله ینکحون أمهاتهم- و الله لو أعطیت عشرة آلاف درهم ما نکحت أمی- فبلغ ذلک معاویة فقال- قبحه الله أ ترونه لو زادوه فعل- و عزله[10] (شرح‌نهج‌البلاغة-ابن‌أبی‌الحدید، ج 18 ، صفحه‌ى 166)
